Monday, 7 September 2020

تحقيق الحديثين وتخريجهما في فضيلة المؤذن

 باسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال:- نرجو من فضيلتكم شرح الحديثين المذكورين بالتالي، شرحاً يُروي الغليلَ ويشفي العليلَ، بارك الله فيكم.

(١)  تأكل حشرات الارض جسد المؤذن في القبر.

(٢ )إن اول من يكسي الله يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ثم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم سائر الانبياء ثم المؤذنون. 

فقط و السلام. ..

الإجابة الصحيحة بعون الملك الوهاب:-

أنظروا إلى ملاحظات بسيطة في الحديثين المذكورين. 

(١)لا تأكل حشرات الارض جسد المؤذن في القبر

«بحث هذا الحديث و تحقيقه»

 1 عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  المؤذِّنُ كالشَّهيدِ المتشحَّطِ في دمِهِ وإذا ماتَ لم يدوَّدْ في قبرِهِ.

علّق عليه ابن الجوزي بـ "لا يصح"(العلل المتناهية٣٨٩/١)

2  المؤذِّنُ المُحتسِبُ كالشَّهيدِ المُتشَحِّطِ في دمِهِ؛ إذا ماتَ لم يدوِّدْ في قبرِهِ.

(الترغيب والترهيب للمنذري ١‏/١٤٧  [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]  أخرجه الطبراني (١٢/٤٢٢) (١٣٥٥٤)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (٢/٧٦) مطولاً، والديلمي في «الفردوس» (٦٦٠٢) باختلاف يسير۔ )

3  المؤذِّنُ كالشهيدِ المُتَشَحِّطُ في دَمِهِ وإذا ماتَ لم يُدَوِّدْ۔

 (تلخيص العلل المتناهية ١٣٣    باطل [وروي من قول ابن عمر بسند فيه متهم وبسند فيه متروك]

4  المؤَذِّنُ الْمُحْتَسِبُ كالشهيدِ الْمُتَشَحِّطِ فِي دمِهِ إذا ماتَ لَمْ يُدَوِّدْ في قبْرِهِ.

(الجامع الصغير ٩١١٥ )  ضعيف

5  المؤَذِّنُ الْمُحْتَسِبُ كالشهيدِ الْمُتَشَحِّطِ فِي دمِهِ إذا ماتَ لَمْ يُدَوِّدْ في قبْرِه۔ 

(ضعيف الجامع للانبانی ٥٩٠٠)   ضعيف

 6  المؤذِّنُ المحتسبُ كالشَّهيدِ يتشَّحطُ في دمِه حتّى يفرغَ من أذانِه، ويشهدُ له كلُّ رطبٍ ويابسٍ وإذا مات لم يُدَوِّدْ في قبرِہ۔

 (السلسلة الضعيفة للألباني ) ٨٥٣  •  ضعيف جداً ۔

*تحقيق الحديث الثاني {إن اول من يكسي الله يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ثم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم سائر الانبياء ثم المؤذنون}

فاعلم أن إكساء الله إبراهيمَ قبل كل مخلوق يوم القيامة مذكور في كثير من الروايات الصحيحة؛ إليك شيئ من الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع. 

1  عن عبدالله بن عباس قال: خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ، إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلى اللَّهِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، ثُمَّ قالَ: {كما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ، وعْدًا عَلَيْنا إنّا كُنّا فاعِلِينَ} إلى آخِرِ الآيَةِ، ثُمَّ قالَ: ألا وإنَّ أوَّلَ الخَلائِقِ يُكْسى يَومَ القِيامَةِ إبْراهِيمُ۔۔۔۔۔۔۔۔

 (صحيح البخاري ٤٦٢٥)

2  [عن عبدالله بن مسعود:] إنَّكم محضُورونَ حُفاةً عُراةً غُرلًا وأوَّلُ الخَلائقِ يُكسى يومَ القيامةِ إبراهيمُ۔

(صحيح ابن حبان ٧٣٢٨    أخرجه في صحيحه)

3  [عن عبدالله بن مسعود:] إنكم محشورون حُفاةً عُراةً غُرْلًا، وأولُ الخلائقِ يُكسى يومَ القيامةِ: إبراهيمُ.

 (صحيح الموارد للالبانی ٢١٨٥)

الحكمة في أولية إبراهيم:-

قال ابن حجر في الفتح".

قِيلَ الْحِكْمَةُ فِي كَوْنِ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى أَنَّهُ جُرِّدَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقِيلَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنِ اسْتَنَّ التَّسَتُّرَ بِالسَّرَاوِيلِ، وَقِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ أَخْوَفُ لِلَّهِ مِنْهُ فَعُجِّلَتْ لَهُ الْكِسْوَةُ أَمَانًا لَهُ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ، وَهَذَا اخْتِيَارُ الْحَلِيمِيِّ، وَالْأَوَّلُ اخْتِيَارُ الْقُرْطُبِيّ، قلت: وَقد أخْرج بن مَنْدَهْ مِنْ حَدِيثِ حَيْدَةَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ رَفَعَهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ اللَّهُ اكْسُوَا خَلِيلِي لِيَعْلَمَ النَّاسُ الْيَوْمَ فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ. انتهى.


وقال :الملا علي القاري في المرقاة: قِيلَ: لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْفُقَرَاءَ، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ عَرِيَ فِي ذَاتِ اللَّهِ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، لَا لِأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ نَبِيِّنَا، أَوْ لِكَوْنِهِ أَبَاهُ فَقَدَّمَهُ لِعِزَّةِ الْأُبُوَّةِ. انتهى.

هذه روايات صحيحة؛ والآن نتناول الحديث المسئول عنه بحثاً وتحقيقاً. 

قال القرطبي في التذكرة: وروى عباد بن كثير، عن أبي الزبير، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: إن المؤذنين والملبين يخرجون يوم القيامة من قبورهم يؤذن المؤذن ويلبي الملبي، وأول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم خليل الله ثم محمد صلى الله عليه وسلم ثم النبيون والرسل عليهم السلام، ثم يكسى المؤذنون۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔

والحديث رواه ابن شاهين في الترغيب، وقوام السنة في الترغيب، وعباد بن كثير متروك، ولذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات۔

حکم الحدیث: موضوع 

(موضوعات لابن الجوزی ج2 ص16 باب فی فضل المؤذن، تذکرۃ الموضوعات 460، التنزيه ج2 ص77, 78، الفوائد المجموعة 49، الآلي ج2 ص12,13)

ملخص الموضوع: الرواية الأولى ضعيفة في غاية الضعف،والرواية الثانية موضوعة لا تستند إلى كتاب موثوق به؛ يجب على الوعاظ والخطباء أن يجتنبوا نشره وتناوله في الخطب. 

والله أعلم بالصواب و علمه أتم و أحكم. 

*تقديم*

✍️⁩ ابو أحمد حسان بن سماحة الشیخ محمد یونس التاجفوری غجرات (الھند)

عضو هيئة التدريس بجامعة تحفيظ القرآن الكريم، سابركانتا غجرات الهند 

للاتصال :- 9428359610


٧/سبتمبر /٢٠٢٠م  (الإثنين)

2 comments: